--------------------------------------------------------------------------------
الشعر في الجاهليه
كانت القبائل تهتم باعداد الشاعرواذا ما ظهر فيهم شاعر كانوا يحتفلون احتفاء به وتاتي القبائل للتهنئه
لانه المتكلم باسم قبيلته --والشعراء بنظرهم حماة الاعراض-وحفظة الاثار-
ونقلة الاخبار-وكانو يجلون الشعر لما كان له من الوقع الحسن في نفوسهم واشتهر من شعرائهم امريء القيس وعلقمة الفحل وعمرو بن كلثوم والنابغه وعنتره والمخضرمين منهم اي عاصروا الجاهليه والاسلام الاعشى وزهير والخنساء وحسان ولبيد
اما في عصر الرسول :
فلقد تاثرت الحركه الشعريه بالاسلام وظهور القران الكريم في مستهل القرن السابع الميلادي 609 م
موقف الرسول من الشعر انه لم يكن ينشد بيتا تاما على وزنه وهو افصح العرب اجماعا فكان ينشد الصدر او العجزاو يخرجه الى نثر لان الله نزه نبيه عن تعاطي الشعر , قال تعالى
وما علمناه الشعر وما ينبغي له )
راي القران في الشعر:
يقول القران( والشعراء يتبعهم الغاوون, الم تر انهم بكل واد يهيمون,وانهم يقولون مالا يفعلون,الا الذين امنوا وعملوا الصالحات, وذكرو الله كثيرا ).
مو قف الرسول من الشعر
للرسول موقفين 1 -ينعى على الشعر ويذمه ومن اقواله على ذلك
لان يمتليء جوف احدكم قيحا حتى يريه خير له من ان يمتليء شعرا )
وقوله
لما نشات بغضت الي الاوثان وبغض الي الشعر).
اما موقف الرسول الثاني 2-انه كان يحب الشعر ويستنشده ويعرف قيمته وتاثيره ويثيب عليه ويمدحه. ومن كلمات اعجابه بالشعر وعرفان قيمته قوله
ان من الشعر لحكمه)وقوله
اصدق كلمه قالها لبيد : الا كل شيء ما خلا الله باطل )
فالرسول هنا يذم الشعر مره ويمدحه مره اخرى - فكيف نوفق بين هذين الموقفين المتاقضين ؟؟؟
فالرسول ذم نوعا خاصا منه وهو الذي يجافي روح الاسلام وتعاليمه،ويباعد بين العرب ويفرقهم ويذكي فيهم روح العصبيه بكل انواعها
والقران يهاجم الوثنيين منهم وشعراء قريش الذين تناولوا الرسول بالهجاء والذين غلب شعرهم على قلبهم ونفسهم حتى شغلهم عن الدين وفروضه
فالاسلام مدح شعر التدين الذي يدافع عن الاسلام وينتصر للحق ويدعو لمكارم الاخلاق ويشجع اصحابه على المضي به لاتفاقه وتعاليم الاسلام
موقف شعراء الاسلام من الشعر
بمجيء الاسلام والحث على الجهاد ونزول القران انصرف بعضهم عن الشعر للقران والجهاد
وبقي بعضهم يهجوا الكفر ويدافعون عن الاسلام والرسول
كان شعراء قريش يهجون الاسلام والرسول ولما اسرفوا قال الرسول للانصار
ما يمنع الذين نصروا الله بسلاحهم ان ينصروه بالسنتهم)
وكانها دعوه لشعراء المدينه بالرد على خصومه فانطلقوا ينصرونه بشعرهم
وكان اشدهم ايجاعا لقريش حسان ابن ثابت , وكعب بن مالك, وعبد الله بن ابي رواحه.
ومن اقوال الرسول كذلك
هؤلاء النفر اشد على قريش من نضح النبل)
وقال لحسان:0 اهجهم- يعني قريش - فوالله لهجاؤك عليهم اشد من وقع السهام في غلس الظلام. اهجهم ومعك حبريل وروح القدس,والق ابا بكر يعلمك تلك الهنات )
كان هجاء شعراء المسلمين لقريش جاهلي لان الشعر الجاهلي هو الذي كانت تفهمه قريشوتخشاه وتتالم منه-كان المسلمون يعيروهم بعبادة الاصنام
والتمسك بدين ابائهم فخرا ويتوعدوهم بالنار في الاخره
وكان الصدق هو المعيار في الشعر الاسلامي
كان الشعراء يجتمعون بمجلس الرسول- وانشده النابغه الجعدي في مجلسه :فقال له الرسول
اجدت,لا يفضفض الله فاك ).وانشده كعب ابن زهير ( بانت سعاد ) فصفح الرسول عن كعب بعد ان كان قد هدر دمه لهجائه الرسول
وخلع عليه الرسول بردته بعد اعجابه بقصيدته
عندما وصل الى قوله : ان الرسول لسيف يستضاء به مهند من سيوف لله مسلول
يروى ان وفدا من تميم قدموا على الرسول ومعهم من شعرائهم الزبرقان بن بدر والاقرع بن حابس, ومن خطبائهم عطارد بن حاجب , ثم راحوا ينادونه من وراء الحجرات: يا محمد اخرج الينا نفاخرك ونشاعرك, فان مدحنا زين وذمنا شين.
فرماهم الرسول بخطيبه ثابت بن قيس وشاعره حسان بن ثابت ،فساجل ثابت عطاردا خطابه، وساجل حسان الزبرقان شعرا،فقال بن حابس:0 فوالله ان هذا الرجل- يعني الرسول- لمؤتي له ، لخطيبه اخطب من خطيبنا ، ولشاعره اشعر من شعرائنا، واصواتهم اعلى من اصواتنا ، ثم اسلم القوم جميعا بين يدي الرسول واغدق عليهم الهدايا .
يتبع في المره القادمه الشعر في عصر الخلفاء الراشدين